languageFrançais

وزير الاقتصاد يدعو المقيمين في تونس للتعاون مع أعوان التعداد العام

افتتح وزير الإقتصاد والتخطيط، سمير عبد الحفيظ، المعرض الوثائقي ''ذاكرة التعدادات'' للمعهد الوطني للإحصاء بالمقر المركزي للمعهد.

وأكد  الوزير في كلمة تحدث فيها عن أهمية المعرض الذي يُنظمه المعهد الوطني للإحصاء، بهدف توثيق تاريخ الإحصاء في تونس ودوره الأساسي في عملية التنمية. 

وأوضح أن المعرض يشكل فرصة فريدة للجمهور للتعرف على المسار الذي قطعه قطاع الإحصاء منذ استقلال البلاد، وأهمية هذه البيانات في دعم السياسات التنموية واتخاذ القرارات المستنيرة.

التعداد العام للسكان والسكنى

وأشار عبد الحفيظ إلى أن المعرض يأتي تزامنًا مع استعدادات تونس لإجراء التعداد العام للسكان والسكنى لعام 2024، الذي يُعد العملية السادسة منذ الاستقلال والثالثة عشرة منذ أول إحصاء شمل التونسيين في سنة 1921. 

وتابع قائلاً إن تاريخ الإحصاء في تونس يعود إلى فترة الاستعمار، حيث أُجري أول تعداد في عام 1891، وكان مخصصًا للأوروبيين المقيمين في تونس، ثم تتابعت التعدادات التي تطورت بشكل كبير لتشمل مختلف شرائح السكان على مدار العقود.

ويؤرخ المعرض لعمليات التعداد على مدى أكثر من قرن، مسلطًا الضوء على الجوانب التنظيمية التي ميّزت كل عملية، حيث يعرض الوثائق والنصوص القانونية التي أرست قواعد التعداد، وأساسًا الإطار القانوني الذي يضمن دقة وموضوعية هذه العمليات.

 كما يعرض وسائل العمل المستخدمة، مثل الخرائط المعمارية، والمعدات اللوجستية المختلفة، وأدوات نقل البيانات، والأجهزة الحاسوبية، إلى جانب الوثائق التدريبية والتعليمات الموجهة للعاملين والمراقبين، بدءًا من التعداد الذي أُجري عام 1956.

توعية المواطنين بأهمية التعداد

وأضاف عبد الحفيظ أن المعرض يضم أيضًا جزءًا مخصصًا لتغطية الحملات التوعوية والإعلامية التي واكبت عمليات التعداد، والتي تشمل المطبوعات والإعلانات والمعلقات، والدور الكبير الذي لعبته وسائل الإعلام المكتوبة في توعية المواطنين بأهمية التعداد، مما ساهم في تعزيز مشاركتهم ودعم هذه العملية الوطنية. وتطورت أساليب نشر نتائج التعداد، حيث انتقلت من الكتب والمطويات إلى الأقراص الليزرية، وصولاً إلى النشر الإلكتروني عبر موقع المعهد.

ويعرض المعرض أيضًا صور المديرين العامين الذين تولوا إدارة المعهد الوطني للإحصاء، تكريمًا لجهودهم في قيادة المؤسسة وتطوير العمل الإحصائي. كما يحتوي على فيديوهات توثيقية للأعمال التحضيرية لتعداد 2024، تسلط الضوء على التحضيرات المكثفة لهذا المشروع الوطني الذي يتطلب مشاركة وتنسيقًا واسعًا.

وأكد الوزير على الجهود المبذولة للمحافظة على التراث الإحصائي التونسي من خلال رقمنة جميع النشريات الإحصائية الصادرة قبل سنة 2000، وتخزينها على خوادم المعهد، تمهيدًا لإتاحتها للجمهور عبر الإنترنت. واعتبر أن هذه الخطوة تسهم في تسهيل الوصول إلى البيانات التاريخية واستخدامها كمرجع لتطوير سياسات أكثر دقة.

وفي ختام كلمته، توجه عبد الحفيظ بالشكر لجميع العاملين في المعهد الوطني للإحصاء على تفانيهم، الذي لا يقتصر على جمع البيانات فقط، بل يتجاوز ذلك ليكون جزءًا أساسيًا في بناء الحاضر والمستقبل عبر التخطيط العلمي. كما دعا الوزير المواطنين والمقيمين في تونس إلى التعاون مع فرق التعداد التي ستبدأ العمل في 6 نوفمبر 2024، معتبرًا أن هذه الاستجابة ستساهم في جمع بيانات دقيقة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة التي تطمح إليها البلاد.


صلاح الدين كريمي